صباحُ الخير لروحكِ الجميلة التي اشتقتُ لها جداً , كيف حالُكِ ؟ من صميم فؤادي أرجو الله أن يجعلكِ بخير دائمًا . .اكتُب لكِ رسالتي هذهِ وأنا أجلسُ هُنا , في مكانٍ لم أعتد عليه بعد , وأعتقد أن هذا سيستمرُ طويلاً كُل شيء هُنا مُختلف , لا يشبهُ ما عشتهُ خلال الاثنتي عشر سنة الفائتة إطلاقًا , وكأن الأشياء التي أحببتُها قد أدارت ظهرها لي لتُريني الجزء الآخر منها الفصل الصغير , الدافئ , ذلك المكان الذي لا يُمكن أن يصمت أصبح قاعة كبيرة مكتظة بمقاعد كثيرة , تختلف كثيراً عن تلك الطاولة التي كنتِ تقاسميني إياها كُل يوم فأشعر بأنها كبيرة جداً وممتدة رغم أن طولها لا يتعدى المتر ! تلك الطاولة كانت تتسع بالحُب .
فراغُ شاسع يفصلُ بيننا يجعلني أفتقدُ تلك المجموعات الصغيرة التي كُنا نتحاشر بها وكأننا ذرات مادة صلبة لقد كُنا كذلك بالفعل , قريبين جداً , قوى تجاذبنا قوية لدرجة أننا نفكر في الأشياء ذاتها في نفس اللحظة تلكَ الساحة التي كُنت أراها واسعة تبدو ضيقة جداً أمام الساحات التي أعبرها كُل يوم , وعدد الطالبات التي كُنت اظنه هائلاً لا يُمكنني مقارنته بالعدد الذي أراه يتزايد يومًا بعد يوم هنا أفتقدُ جداً تلك الصباحات التي كانت تجمعني بكِ , تُطل فيها ابتسامتُك فتشرقُ معها الشمس من أعماقي , افتقد نصائحكِ التي تُلغمين بها الحصص الدراسية فأدعو الله سرا أن يُطيل من عُمر الثواني فيطول وقتي معكِ أكثر , لا تزال ذكراكِ قائمةً في رأسي استرجعها باستمرار , وكأنها جزءٌ من حياتي أخشى نسيانهُ يومًا , لا ..إنها حقًا كذلك المحاضرون هُنا لا يشبهون المعلمون أبداً , فضين جداً وغير قابلين للتفاوض , لقد علمتني هذهِ الفترة القصيرة أن لا أحد كالمعلم . . لا يعلمُ المعلمين في كثير من الأحيان شيئًا عن الأثر الذي يتركونهُ في نفوس طلابهم, ولكنهُ أثرٌ عظيم ينمو بداخلنا إلى أن يصير جهازاً من أجهزتنا الأساسية , شيءٌ يشبه الجهاز التنفسي , أثرٌ يبنينا في كُل مرة نُهدم بها , يجعلنا معتدلين وكأنهُ عمودٌ فقري , هكذا هو الشيء الذي تركتيه بداخلي , أعظم من أن توصفهُ كلماتي البسيطة هذهِ , لقد غيرتني بالفعل , توجهكِ الذهني فتّاك وطريقة
استجابتكِ للأحداث تُبهرني دائمًا . . أفتقدكِ اليوم وكُل يوم , أفتقدكِ لحد البُكاء , أنتِ مُختلفة , لا أحد يُقارن بكِ . .
مرام الغامدي .
تعليقات
إرسال تعليق